حواء مديرة الموقع
تاريخ التسجيل : 14/06/2009
| موضوع: الهجرة إلى الله في عصر الإنترنت الأربعاء ديسمبر 16, 2009 12:22 am | |
|
الهجرة إلى الله في عصر الإنترنت
ذكرى الهجرة تحتاج منَّا إلى إعادة قراءة.. فدروسها تتجاوز الزمان والمكان، فهي تحتمل أكثر من قراءة وفهم حتى يمكننا تنزيلها في كل زمان ومكان.. بلسان قومه ليُبيِّن لهم.
هل نهاجر الآن من دار كفر لدار إيمان؟ وأين هي دار الإيمان الخالصة وقد طغت الدور على بعضها البعض وامتزجت، ثم نشأت دور متخيلة هي ساحة الإنترنت التي هاجرت إليها اتجاهات إسلامية بعد التضييق عليها لتؤسس دولتها المتخيلة على موقع إلكتروني، ولم ينسَ البعض أن يأخذ معه كل مفاهيمه دون أدنى تغيير أو تطوير أو تنزيل على هذا الواقع الجديد، كما ظهرت الفتاوى الإلكترونية التي تحرم هذا وتبيح ذاك، يقدم الفتوى فيها أهل التخصص تارة، وأبناء هذا العصر المتسلحون بالهَمِّ الإسلامي والجرأة لعلاج المشكلات تارة أخرى، وكالعادة هناك من يطلقون فتاوى التكفير على الإنترنت في مواقع عدة، وفي المقابل يغرقنا مجتمع الجاهلية المعاصرة بالمفاهيم والصور والبرامج والمناهج التي تُدخل دارهم في عقر دارنا.
إلى أين يفر المؤمن بدينه؟ الحبشة ما عاد فيها ملك عادل، والذين ظننا بهم العدل يريدوننا مواطنين مستأنسين بلا هوية ولا ماض… فإلى أين نفر؟ إلى ساحة المتخيل ننشئ لنا على الإنترنت دورًا نأوي إليها؟ بلا مهاجرين ولا أنصار، بل ساحات مبارزة بالكلمة، وجهاد بالفأرة نمسكها في أيدينا بعد أن سقطت السيوف وصار توازن الرعب النووي يخيم فوق رؤوسنا؟ جلست أتأمل في الهجرة ودلالاتها ووجدت أن آخر الزمان لم يعد يتيح خيارات في الهجرة سوى الهجرة إلى الله –سبحانه وتعالى- استمساكًا بالدين نَعَضُّ عليه بالنَّواجِذ، ونسعى لاتقاء الفتن ما ظهر منها وما بطن ونتواصى بالحق والصبر – وأحد مجالاته التواصل عبر الإنترنت – ونسير في هذا العالم الذي يموج بالأفكار والمذاهب مستعصمين بالكتاب والسنة غير مبدِّلين ولا ناكصين.
ليست الهجرة هجرة مرة في العمر أو هجرة أمكنة، بل هي هجرة كل لحظة إلى الله.. إنكارًا للمنكر وإحقاقًا للمعروف ونصرة لله ورسوله أينما كنا.. في أي زمان عشنا.. وقد تداخلت الأزمنة باقتراب الوعد بالحق.
إنِّي مهاجرٌ إلى رَبِّي.. هذا هو شعار المرحلة.. لا هروب ولا انعزال، ولا إلقاء بالنفس في بحر لُجِّيّ من ظلمات ما بعد الحداثة في استسلام، بل هجرة إلى الله دائمة نجدد نيَّتنا ونشْحَذ همتنا ونوظف المتاح من أدوات عصرنا، ونعيد قراءة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونرنو إلى لقائه على الحوض، لم نُحْدِث بعده ما يحرمنا شفاعته حتى نكون يومها من أصحابه صلى الله عليه وسلم.
المصدر منتديات حوارات
| |
|