قد اسريا به لا كذب فهو بن عبد المطلب

بسم الله الرحمن الرحيم



في مثل هذه اللحظات قبل مايزيد على الف من السنين،وفي مثل هذه الاجواء من جوف الليل وسكون العالم كانت نبضات قلب رسولنا الكريم تدق في فراشه متالما...نعم كان نائما في فراشه لكن اي فراش واي نوم مع هموم تتعاظم في صدره وتتأزم في محياه الشريف...الدعوه ثكلى...الرجال محاصرون...معذبون...الكل يطعن من هنا وهناك...والقائد الرسول غير منامه،كل ليله في بيت حى تامن الدعوه...وفوق كل هذا يفقد زوجته مصدر سكونه مع عمه سنده في في قريش
ليبقى في الاثناء وحيدا بلا انيس قلقا مهموما مغتما...يبحث عن اشعة نور وسط ظلام دامس في جوف صحراء قفراء مقحله،ونقطة ماء في جفاف ممتد عبر مساحات شاسعة من الرمال...ويعود ثانية يلتحف فراشه مع كل خلجات المه واناته ونزف قلبه....لتكون الاجابه الربانيه من فوق سبع سماوات علا... فان صم العالم عن سماع نداءاته فله رب سميع لهمسات فؤاده...وان عمي العالم عن رؤية دعوته الله عليم بخلجات نفسه...رحيم ودود بعبده ورسوله وجنديه المضحي في سبيله...فلقد اشتاقت السماء برؤية نبيها وتزينت لاستضافته وضمه في اعماقها فان ضاقت به الارض فله السماء تفتح...وان عبست وجوه الكون امامه فله اهل السماء يضحكون ويرحبون...فلا تأس رسولنا ولاتحزن وانطلق في رحلة اسرائك واسعى للقاء اهلا ابرارا كراما،ولتخسأالاحزان كلها مادام ربك معك يدعوك لزيارة سمائه وعليائه..فاهنأمحمد وابتهج فكل السماء تهتز شوقا لاستقبالك وتفتح ابوابها لك...فلاحاجة لك بعد اليوم لابواب قريش المقفله،ولاالم لجحودهم بعد ان تساميت في السماء.....
وبين زماننا وزمانه تتشابه الغربه ويشتد الالم وضراوة الحرب ضد الدعوة تزيد ولاملجا الا ذات باب السماء الذي فتح لمحمد...من قال ان محمدا قد مات الا تشعر بقربه منك؟...اما زال حيا في نفوسنا...مازالت ابواب السماء مفتوحة...نعم مفتوحة...وفي هذه اللحظات النورانية التي تتصل بها اقطار السماء مع محاريب الارض تبدا رحلتك مع رسولك الكريم...
وتفتح ابواب السماء على مصراعيها فرحا بهذا الزائر ويشرق نورها شعاعا ربانيا وحبورا يملأ الزمان والمكان فمرحبا بالرسول الكريم عليه افضل السلام والتسليم ومن صاحبه ترى انتخيل الليله شرف صحبته في هذه الرحله؟؟؟
مرحبا بمن لم تقل الغبراء اشرف منه...ويتنادى اهل الملأ الاعلى من الملائكة مابين كل سماء وسماء...ان ابشري فشوقك للقاء الحبيب لن يطول وتزداد لهفة فنار الشوق تضطرم لاستقبال هذا الضيف ونوره...
هاهو البدر يشرق ويوف في الجنان ولكل جنان اهلها يتفاضلون حسب رجحان الميزان يوم الفزع الاكبر يتفتضلون في استغلال اوقاتهم في سباق مفتوح لجنة عرضها السماوات والارصض...وفي ذلك فليتنافس المتنافسون يرتقي بعضهم منازل اعلى وارقى فالذكر كان شاغلهم في دنياهم لم يدخلوها وهو يطعمون بل شمروا ساعد الجد وهو في جناتهم لايندمون على شي الا ساعة
من الدنيا مضت دون ذكر الله...
يطوف عليهم الرسول تحيتهم فيها سلام يذكرون ساعة قيل لهم اتل وارتق فان منزلت عند اخر اية تحفظها


نغادر من سماء الى سماء وتكتحل عيوننا لما تلوح اطياف بيت المدس من بعيد ولكن يالله تغرغر الروح وتصل القلوب الحناجر هولا مما ترى فلا اقصى ولااطلال للمسرى انعقد اللسان ترقرق الدمع الحزين اواه لانكسار النفس اواه باي عذر نعتذر ...الدهر دهري والعصر عصري فكيف الاعتذارعن التفريط بالمسرى من ضيع الاقصى من مكن يهود بخيبر تارة اخرى ...من يمسح دمعة الرسول الكريم على مايرى ياارض الاسراء ابتلعيني فما لي عذر لتفريطي وطول غفلي....لا الدمع يكفي والحزن يشفي ولالوم الزمان...ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا....