بلغ اليأس قلوبهم، وصار الظلام أنيسهم
ابتعدت الابتسامة عن الشفاه، وامتلأ القلب كآبة
لم يعد هناك مكان للأحلام وما الفائدة من الأحلام إن كانت النفس لا تعيش إلا بقلب ينبض في انتظار آخر دقة له.
وثيقة الاستسلام وُقِعت، وبدأ مشوار التعاسة الطويل، سيُقطع بخطى مثقلة..
هكذا أرادت الدنيا لنا، حرمتنا طعم السعادة، قتلتنا ونحن أحياء، جعلتنا نحفر قبورنا بأيدينا بدل أن نبني قصورا، فرشت لنا الشوك فأدمت قلوبنا قبل أقدامنا ونحن الذين ظننا أنها ستفرش ورودا، آه من هذه الدنيا، مالنا من مكان فيها، فلنقبع هاهنا نعانق دموعنا في انتظار أن تجري دموعكم علينا............... هكذا قالوا
توقفوا، ماهذا إلا كلام نفوس ضعيفة
لستم هنا لتنتظروا الموت جلوسا، إنما هي لحظة آتية لا محالة، في وقتها ومكانها، وما أنتم هناك إلا لتزيدوا في قساوتها
أنتم أحياء، هل تعلمون أنكم أحياء، هي الحياة التي خلقها الله من أجل أن نعيشها، بحلوها ومرها، وكم هي شديدة مرارتها، وهل لحلوها طعم لولا مرارتها
استفيقوا.. ما أنتم بجلوسكم واستسلامكم برادين مثقال ذرة عما قُدِّر لكم
وما بكاؤكم إلا إرهاق لعيونكم
ارحموا أنفسكم، فلن يرحمها بشر غيركم، عيشوا الحياة كيفما كانت، انظروا للمستقبل، فلحظة تُنسي لحظة، وبسمة تُنسي دمعة، وفرحة تُنسي شهقة.
إن الحياة جميلة، أوَ ليس الله بخالقها، أوَ تعتقدون أن الله خلقها ليعذبكم بها
هيا.. امسحوا تلك الدمعة، وكسروا ذلك القيد الذي يثقل أرواحكم، إنما هو ساكن فيها وعيونكم وحدها من تراه، أقبلوا على الحياة وادخلوها من أبوابها الواسعة، أبواب لن يفتحها غيركم..
دع عيونك لا ترى إلا الجميل، ودع قلبك لا ينبض إلا على لحن الفرح والسعادة، وابتسم..
وقل معي..
لا إله إلا الله، ولن يرحمني سواه، خالق نفسي وعالم أسرارها،فاللهم اشرح صدري ويسر أمري وفرج كربي وأزل همي وكن عوني ولا تكلني لنفسي
يا مجيب الدعاء، اغفر لي
آمـــــــــــين