بصى يا جنة والله انا مش قصدى جدال ولا حاجه
(لي رأي في مسألة الاحتفال بأعياد الميلاد : لاأقول أنها حرام ولكن أرى أنها نوع من التقليد الأعمى للغربيين في عاداتهم وأعرافهم, فنحن لسنا مطالبين بالالتزام سنوياً بالاحتفال بعيد ميلادنا ، بالعكس فأنا أرى أنه يجب على الإنسان أن في يوم ميلاده أن يقف على رأس هذه السنة يحاسب نفسه ماذا قدمت لحياتي؟ وماذا ضيعت في هذه السنة من خير ، وهو مايسمونه في علم الاقتصاد الحساب الختامي ، لكن بالنسبة للأطفال فهناك احتفالات شرعية فإذا ولد الطفل نحتفل به بعد أسبوع فنذبح عنه ونعق عنه شاة أو شاتين ، وأرى أنه بعد سبع سنوات علينا أن نحتفل بالطفل ونقول له هذا سن الصلاة ومن الآن أنت كبرت وأصبحت مأمورا بالصلاة ، ونحضر له التورته والحلوى والهدايا المناسبة وعند عشر سنوات نقيم له حفلة أخري ونقول له : هذه حفلة الضرب وأنت كبرت ولم تعد مأموراً بالصلاة فقط بل ستضرب إذا أهملتها ، وهذا تنفيذ للحديث الشريف "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر " والمقصود بالاحتفال هو رسوخ المعنى في ذهن الطفل بأن الصلاة أمر مهم فعملنا له حفلة ، وعند الخامسة عشر نقيم له أخرى ونقول له : هذه سن التكليف وأنت مسؤول أمام الله عن كل تصرفاتك وستكتب عليك الحسنات والسيئات ، وعند نجاحه أو تحقيق عمل جيد أو يفوز بمسابقة نحتفل به ، ولكن هذا لايمنع أن يأتي الزوج في ميلاد زوجته ويقول لها كل سنة وأنت طيبه أو يقدم لها هدية كل خمس أو عشر سنوات إنما طقوس أعياد الميلاد من شموع وجاتوهات والطراطير وكل هذه الأشياء لا أستحبها للمسلم أن يلتزم بها لتصبح عادة وأنها عبادة رسمية مقررة) .
د\ يوسف القرضاوى