في البداية أستغربت الامر ولكن لما كان الاساس الذي تقوم عليه حياتنا
هو العبادة لله تعالى فكان هو الاصل في الحكم على مختلف الامور كلها
بمنظور هل تحقق هذه الامور مقاصد الدين وتتوافق مع احكام الشرع وتخلو
من أي شبهة , كان الحق أحق أن يتبع وعندما يتم قياس علم ما هل هو
موافق للشريعه واصول الدين ام لا وجب الانتباه , فلا يعقل أن يؤخذ
أي علم دونما تمحيص ولا تدقيق.
أترككم الان مع هذا الموضوع المنقول وأتبعه أن شاء الله بروابط مفيده
ومهمة جدا لمحاضرات للدكتور راغب السرجاني عن علم البرمجة اللغوية
العصبية , ومن هنا اوضح ان الكلام يتعلق بجزء وجانب ومجهول عن هذا
العلم وعلم التنمية البشرية.
**التنمية البشرية علميا
من المعلوم أن أي فكرة يفترضها الباحث لابد أن تقوم على أساس علمي حتى
ترقى لأن تكون نظرية، ثم لإثبات أن هذة النظرية صحيحة وحقيقية وليست وهما
أو خيالاً يتم وضعها تحت الاختبار وتتوقف صحة النظرية على نسبة النتائج
المطابقة لها .
أما في علم التنمية البشرية فالأفكار والفرضيات تطبق ويدرب عليها الناس
على أنها حقائق رغم أنها لا ترقى لمستوى النظرية لأنه لم يتم إجراء التجارب
عليها لاثبات فاعليتها .
فليس لها مصداقية إحصائية تجعلها مقبولة علميًا ، والمنهج العلمي يؤكد وجود
الأخطاء الإحصائية عند مقارنة النتائج بنظرياتهم ،ولذلك لم تعترف بها أي جهة
علمية !! وهذا المحك مهم جداًً فالمسألة غير معترف بها وغير مؤصلة ونأخذ
بها !!إنما يستنتجون هذة النظريات اعتمادًا على المنطق البسيط والإحساس العام،
والقواعد التي بنيت عليها البرمجة اللغوية العصبية فيها العديد من الافتراضات
الخاطئة مثل قناعاتهم عن "اللاوعي والتنويم" و"التأثير على الناس بمخاطبة
عقولهم شبه الواعية" فهي لا أساس لها ، لأن كل الأدلة العلمية الموجودة عن هذه
الأشياء تظهر أن ادعاءاتهم غير صحيحة .
وبرغم تراجع الجيش الأمريكي عنها بعد تجربتها، وعدم إيمان كثير من الشركات
بها، وعدم الاعتراف بها كعلم في الجامعات ولا كعلاج في المستشفيات ، يقبل
عليها جماهير المفتونين من المسلمين!! فأكثر المتخصصين في علم النفس
والطب النفسي وعلماء الشرع لم يدخلوا فيها ولم ينساقوا إليها برغم كثرة
ما قيل عن منافعها ، فانسياق النخبة أمر مهم جداً ، ونلاحظ أن معظم من
انساق وراء البرمجة هم العوام .
**التنمية البشرية والإيمان بالقدر والتوكل
إن الفكر المادي الفلسفي المهيمن على التنمية البشرية تكمن خطورته في أنه
يدور حول تضخيم قدرات العقل وإعطاء الإنسان قدرة حتمية على التغيير والنجاح
بعيداً عن قدر الله سبحانه وتعالى ، فهي تتجاهل ركن الإيمان بالقدر كلياً مما
يسوق المسلم مع الوقت إلى التعلق بالأسباب المادية وتعطيل التوكل على الله ،
وهذا باب خطير من أبواب الشرك ينبغي الحذر منه .
فمثلا عقد الدكتور ميرفي فصلاً في كتابه عن كيفية استخدام قوة العقل الباطن
في تحقيق الثروة ، ومن ذلك قوله : (عندما تذهب للنوم ليلاً : كرر كلمة(غني)
بهدوء وسهولة وإحساس بها وسوف تدهشك النتائج ، حيث ستجد الثروة تتدفق
إليك.وهذا مثال آخر يدل على القوة العجيبة لعقلك الباطن ) [ ص117] .
وذكر في مقدمة كتابه قوة عقلك الباطن : ( تستطيع هذه القوة المعجزة
الفاعلة للعقل الباطن أن تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد ) .
فواضعوا هذا العلم لا يؤمنون بالله أصلا ولا يجعلونه في حساباتهم ولا يعتبرون
تأثيره في الكون والأحداث إنما يرجعون كل شيء لقدراتهم ،فأصبح ما يسمى
بالعقل الباطن عند أولئك الماديين أصحاب الفلسفة المادية ، صنماً يعبد
من دون الله ، فهو الرزاق ، وهو الشافي ، نسأل الله السلامة والعافية وأن يحيينا
على التوحيد ويميتنا عليه " .
منقووووووووول