راوى الهش عضو جديد
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
| |
راوى الهش عضو جديد
تاريخ التسجيل : 09/07/2009
| موضوع: رد: قصة اسلام شنوده وحنا الجمعة يوليو 10, 2009 10:25 am | |
| ثم جلست بجواره على سريره حتى يطمئن بوجودي بجانبه وبالفعل أخذ يمسك يداي ويقبض عليها كأنه يريد أن يشكرنى فبادرته بقولى (متخفش أنا معاك لغاية ما تكون احسن من الأول). فابتسم وقال بصوت خافت: "هوا كل المسلمين مثلك" فقلت له: "إن هذه هي تعاليم ديننا لكل المسلمين وأن الذي لا يفعل ذلك هو المخطأ فليس العيب في الدين ولكن العيب في الذي لا يتمسك به" فنظر إلي وقال مبتسماً (إنت خلبوص أوي يا شيخ) فبادلته الضحك وتبادلنا الضحكات والقفشات حتى أُؤنسَهُ. فلما بدت عليه علامات الإرتياح وذهاب الألم طلب منا العاملون بالمستشفى مغادرتها لأن المبلغ الذي سيأخذونه مقابل الكشف فقط وليس مقابل الإقامة فعلى صوت المريض (حرام عليكم أنتم مبتخافوش ربنا أنا لسه عيان) فعرضت عليه أن يأتى معي إلى بيتي فرفض وقال بل اصطحبنى إلى بيتي أنا فوافقته على أن أجلس معه أمرضه ولأجل لو ساءت حالته، خاصة أنه يسكن وحده وهو ليس من أهل الحي فوافق على ذلك ثم خرجنا معاً من هذه المستشفى إلى منزله ثم ذهبت إلى منزلي لإحضار نقود ثم ذهبت إلى المستشفى فأعطيتهم النقود واستردت ساعتي ثم خرجت منها الى السوق فأحضرت طعاماً ثم عدت إلى مجدى فوجدته نائماً، فلم أرد أن أوقظه فتركته نائماً وقمت أنا بإعداد الطعام فلما انتهيت منه ذهبت إليه وجلست بجواره والطعام مجهز فلما استيقظ هو أطعمته ثم ذهبت لإحضار الدواء وعندما عدت وجدته نائماً فلما استيقظ أعطيته الدواء وأطعمته. وهكذا ظللت معه أربعة أيام لا أتركه إلا للصلاة ثم أعود إليه مسرعاً أُطعمه وأعطيه الدواء وأغسل له ملابسه وأسهر بجواره ولا أنام حتى ينام هو وإذا استيقظ استيقظت معه لعله يحتاج مساعدتى وفى خلال هذه الأيام أُلمّح له عن بعد بأن ذلك من تعاليم ديننا بدون توجيه مباشر مني حتى لا يفهم أني أفعل ذلك حتى يدخل فى الإسلام فقط فقد كان شاباً ذكياً جداً. وبعد أن أتم الله له الشفاء قلت له: "إنت الآن كويس لا تحتاجنى معك سأتركك وإذا شعرت بأي ألم اتصل بي وستجدني عندك بأسرع ما يمكن". وكانت المفاجاة المذهلة العظيمة الجميلة... إنها بركة العمل قد حلت سريعاً... إنها المكافأة من الله لمن عمل لنصرة دينه... إن هذا الشاب (مجدي) يسألنى سؤال... إنه أجمل سؤال سمعته بأذني في الدنيا... إنه يقول لي... كيف أستطيع أن أدخل في الإسلام. فلم أتمالك نفسي من البكاء الشديد، وكان لهذا البكاء منى (الغير متكلف) مفعول السحر عند هذا الأخ، فقام واعتنقني واعتنقته، فأرشدته إلى الشهادتين والغسل. ومكثنا معاً لمدة شهرين تقريباً (أقرب شخصين إلى بعض) أعلمه مبادئ الدين ثم قام بإشهار إسلامه في الأزهر الشريف وطلب منى أن أختار له اسماً في الإسلام، فاخترت له اسم (عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الرؤوف)، ففرح به كثيراً وطلبت منه أن يتكتم الأمر حتى ندبر له أمور معيشته في مكان بعيد عمن يعرفه من أهله حتى يستتب له الأمر. ولكن بعد يومين فقط حضر له أخواه ليقيما معه فشعرا بتغير كبير على أخوهما حتى علما بإسلامه عن طريق الخطأ منه فعنفاه وضرباه ومنعا عنه الطعام وعذبوه تعذيباً شديداً حتى يعود إلى دينه ولكنه كان كالجبل فلما جربا معه كل المحاولات لرده إلى النصرانية فكرا في إلقاء الشبه عليه حتى يشككوه في الإسلام ويعود الى النصرانية ولم يجدا أفضل من الشخص الذي دعاه للإسلام بأن يظهرا عجزه عن نصرة الإسلام أمامه فطلبا منه أن أحضر لمناظرتهم ففرح هو بذلك كثيراً وطلب منى الحضور ودعونا الله أنا وعبد الله أن يمنّ عليهما بالإسلام وبالفعل حضرت لمناظرتهما فمكنني الله من إبطال شبههما، ثم أوضحت لهم المتناقضات التي فى عقيدتهم، وظل أخوهم يتحدث بأسلوبه معهم حتى طلبا الدخول في الإسلام. ثم أسلما والحمد لله ثــــم أسميتهمــــــــا (عبد المحسن بن عبد الرحمن بن عبد الرءوف) و (عبـــد الملـــك بن عبد الرحمن بن عبد الرءوف) وبعد أقل من شهر توفى الأصغر منهم (عبدالله) وهو يصلى قيام الليل وهو يتلو قوله تعالى: { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } ثم كفناه وصلينا عليه ودفناه فى مقابر المسلمين. رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته وألحقنا به على خير فلقد عرفته أقل من شهرين لم يفطر فيها يوماً فقد صام كل أيامه فى الإسلام ولم يترك ليلة لم يقمها، وحفظ ثلث القرآن وفى ليلة وفاته أتياه سيدنا (سلمان الفارسى وتميم الداري)، وقالا له: "أكمل عندنا يا عبدالله" كلما تذكرته لا أتمالك نفسي من البكاء وكانت هذه قصة (عبدالله ) أمّا عن قصة المناظرة التى بينى وبين (شنودة) و(حنا) أقصد بالطبع (عبد المحسن) و(عبدالملك ) فلها أيضاً قصة مشوقة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته من أراد نشر القصة، فله | |
|