أمة اللايصين

أمة اللايصين

بقلم إسعاد يونس


■ ما هى الأنتخة؟؟.. هى شوية ناس قاعدين فى أمان الله أو متسلطحين أو ممددين بعد أكلة ملوخية تقليتها جامدة حبتين وضاربين شوية كشك ألماظ بصلته محروقة.. ومنتفخين من صحنين الرز بالفراخ المحشية بصل مرتة بالفلفل والكمون.. وبالتالى وخمانين موت وعاملين دماغ ملوخية م اللى بتخللى العينين تحول والرؤية تزدوج.. وعطشانين موت فبيقربعوا جالونات من المياة الغازية ويحبسوا بشاى تقيل ويكتموا بقهوة سكر عالريحة وبعدين يقربعوا تانى مية متلجة.. يتبع كل هذا فاصل من المزمزة والتثاؤب والتجشؤ.. وإذا واحد انطس فى عقله وداهمته نوبة مغامرة وقرر أن يفتح موضوعا للمناقشة أو يثير قضية.. ينظر له الآخرون فى غباوة متفاقمة دون تعليق حتى تنتهى نوبة النزق التى أصابته مؤملا إنهم يردوا عليه.. فيرتجع ويهمد ويقعد ساكت تانى ويعود لممارسة طقوس البحلقة فى السقف مع اخواته.. الجميع يدور فى أذهانهم خاطر واحد.. إن شاء الله وبإذن الله وبعونه تعالى أول ما ربنا يوفقنى ويهبنى القوة وينتعنى بالسلامة.. حاأقوم أروح الحمام.

■ ما هو الحدث الجلل؟.. هو أن يقتحم بلدوزر ملعون فجأة هذه الحالة من الشلل الذهنى والأنتخة الاجتماعية العبقرية فيخرم الحيطة ويوقع الهدد على نافوخ البهوات، آخذا فى طريقه كل ما يعترضه من أثاث وبشر وخلافه.. ليستقر فى وسط المكان مثيرا الكثير من العفار والدمار.

■ ما هو الفزع الجماعى؟.. هو أن ينتفش السادة المتأنتخون ويفيقوا فجأة من حالة السطل ويقوموا أو يقعوا أو يتكعبلوا أو يصَوْصَووا مثل سكان عشة الفراخ إذا اقتحمها الفرارجى ممسكا بالسكين.. وطبيعى أن يحاولوا الهرب والنجاة بجلدهم من أى خرم فى الأودة اللى اندكت على نافوخهم.. ومن البديهى أنهم سوف يتقافزون فى جزع وهلع مصدرين أصواتا حريمى من عينة يا خراشى.. يا لهوى.. يا حومتى.. يا مصيبتشى.. ويبدأون فى النداء على بعضهم البعض من وسط الدخان والتراب.. يا محمد.. يا سناااااااء.. شنطتى.. إيدك والمحفظة.. إمسك ماما أحسن حاتقع.. يعنى كان لازم تلبسى فستان؟.. غطى وركك يا ولية.. فيلوشوا ويشوحوا ويهرسوا بعض ويتكوموا عند أى مخرج محاولين القفز والتسلق والانبعاج.. وغالبا ما يخرجون من الموقعة وكلهم إصابات من جراء الفعص، رغم أن الحادث نفسه لم يسفر عن أى إصابات.

■ ما هى إدارة الأزمة؟.. أن يخرج الجميع من المكان المتهدم وهم يعرجون ويتأوهون ويبكون ولكنهم لا ينسون أن ينظروا حولهم فى توقع وتربص، وكل منهم يتمتم ببعض الكلمات التى سيطلقها كالقنابل حال وصول الكاميرات التى ما إن تحل بالمكان حتى يبدأوا فى المبالغة فى النواح وإطلاق التصريحات التى تؤكد أنهم تصرفوا بحكمة بالغة وسرعة بديهة وأنهم قاموا باستدعاء سيارات الإسعاف والمطافئ والنجدة.. هما بس محشورين فى زنقة كوبرى خمستاشر مايو وزمانتهم على وصول.

■ ما هى توابع الأزمة؟.. هى كمية مهولة من التصريحات والوعود الحاسمة القاطعة بمهاجمة أصل المشكلة وبترها من الجذر والقضاء عليها قضاء مبرماً.. ثم انقسام فى الآراء حول طرق الحل.. فهذا فريق يرى أن يحاكم سائق البلدوزر محاكمة عسكرية ويتم إسقاط الجنسية عنه.. وذاك يرى إعدامه فى ميدان عام ليكون عبرة لسائقى البلدوزرات المتعاطين للمخدرات.. وثالث يرى منع استخدام هذه المعدة القاتلة وحظر الاتجار فيها إلا للسادة نواب الشعب..

ورابع يرى أن اسم بلدوزر فى حد ذاته يحمل شبهة جنسية أو إسرائيلية أو كافرة مندسة على مجتمعنا المسلم المحافظ ويمكن مبعوتلنا من أقباط المهجر عشان يقضى على المسلمين من أكلة الملوخية.. بينما زميله يحذره من هدر دم صاحب تسمية البلدوزر لحسن يقلب الاسم لكراكة فيبقى نصر المرأة اللى مش عارف ليه ربنا مابياخدهاش ونخلص.. وهؤلاء يطالبون بمنع بناء البيوت من أصله حلا لمشكلة مداهمة البلدوزرات لها.. وآخرهم يفتى بتحديد النسل أو السماح للشعب كله بالهجرة غير الشرعية تحاشياً لفكرة إنه يبقى فيه ناس أصلا فى البيت اللى هاجمه البلدوزر.

■ بعد أسبوعين من الأزمة.. فى تشابه مع فيلم النوم فى العسل.. تفتر الهمة رويداً رويداً.. تخف الحركة.. تعود الأقلام إلى مقلمتها.. والألسنة إلى تجاويف الفم.. وتخور العضلات.. ويجتمع الحبايب مرة أخرى تحت سقف أو قبة مبنى آخر.. فتخرج طواجن المعمر وصوانى العكاوى.. وكل ما يؤدى إلى عمايل دماغ مخدرات شرعية لا يعاقب عليها القانون.. ويعم الارتخاء.. والعسل يليط المكان.. يهدأ الكون ويستعد لعودة حالة الأنتخة من جديد.

■ فجأة.. تحدث أزمة جديدة.. مثلا.. فتنة طائفية.. حادث نجع حمادى.. أنفلونزا خنازير.. أزمة البمب.. قرصنة الثقافة.. تهريب الآثار.. الجدار العازل.. انهيار التعليم.. أى حاجة.. يا خراشى.. يا لهوى.. يا حومتى.. يا مصيبتشى.. ويتكرر نفس السيناريو من جديد.

■ فيلم هندى واحد مكرر.. لا يعبر إلا عن فكرة واحدة.. هى أن أبطاله دول يشكلون أمة.. أمة لا عارفة تحل ولا تربط ولا تاخد قرار.. أمة من ناس لا يمتلكون شجاعة ولا عصب ولا حمية لأن يوقعوا أو يبصموا أو ينفذوا وعودهم.. أمة من عباقرة هدر الوقت وتضييع الفرص والإصرار على التخلف.. هم تعبير صادق عن تسمية واحدة ليس لها ثان: أمة اللايصين.

مقالة محترمة فعلا- انا اساسا بحب مقالات اسعاد يونس- جزاك الله خيرا اخى

يا جماعه دى مش مشكلة الامه لوحدها لان احنا ما كناش كده ايام عرابى والاحتلال الانجليزى وهكذا لكن الحكومه التى لا تتغير من قديم الازل الا بمن يشابهها هيه اللى وصلتنا للحاله المزريه دى 0 وده معناه ان الحكومه دى من وجهة نظرها ناجحه جدا لقدرتها على البقاء حتى الان فى ظل كل الفشل والكوارث المحيطه000

يا جماعة لازم نكون موضوعين وواقعيين

الناس دى مش زى ما احنا فهمين وزراء ومسئولين ومش عارف اييه

دى ناس عارفه ان فى شخص واحد بيجبهم وهو اللى يقدر يمشيهم

والناس دى كل اللى يهمهم ازاى يرضو الراجل ده

هما فاهمين اللعبة كويس وبيلعبوها والشعب يتحرق بجاز . مش الشعب اللى يقدر يمشى وزير ولا رئيس وزراء ولا هما اللى بيختارو حتى مجلس الشعب اللى من حدة سحب الثقة مجرد كلام على ورق عاشن يكون مكتورب فى الدستور لكن هل مجلس الشعب بالغلبية "الحزن الوطنى " هايسقط حكومة حزبه ؟

بس للاسف الشعب راضى وساكت وسلبىىىىىىى لابعد الحدود

ولما تيجى تكلم حد يقولك وانا هاعمل ايي ه يعنى اشمعنى انا

وهندخل فى قصة البيضة والفرخه هل الشعب اللى يتحرك الاول ويطلع من نخب تقود التغير ولا نخب وقيادات تطلع وتقود الشعب ؟

بس عن تجربة لحد حد اتحرك سواء جماعة او حزب " للاسف الشديد محدش هايتحرك ولا حد عنده استعداد يضحى حتى بالوقت والمجهود لانقاذ البلد "



" الكورة فى يد الشعب "اذا احب ان يعيش عيشة كريمة ويعمل كمواطن وانسان فى هذة البلد

جميل الموضوع الساخر بيوصل الحقيقه باسلوب بسيط
اسلوبها جميل الكاتبه ديت

اقتباس :

الكورة فى يد الشعب

والشعب ده محتاج جهد ووقت علشان يوصل لفكر واحساس بانه لازما يتحرك مايبقاش سلبي
بس في فئات كتير غصب عنها بدأت تتكلم من سوء الحال وضياع الحاله لانه بيقول جوه نفسه ماهي بايظه بايظه " زي الاعتصامات والمظاهرات بتاعت بعض المهن" واعتقد ان ده يمكن يكون بادره امل في هذا الشعب

يا جماعه انا ما زلت عند رايى ان الحكومه هى اللى ورا سلبية الشعب مع طبعا مشاركة الشعب فى ذلك يعنى اديكوا مثال التعليم فى مصر ده جزء من مشاركة الحكومه فى السلبيه لان المناهج لا فيها انك تعرف حقوقك كمواطن ولا يعنى ايه دستور ولا بطاقه انتخابيه ولا مجلس شعب ولا حتى ازاى تشرع قانون جديد ولا ايه الفرق بين مجلس الشعب والشورى ولا المجالس دى هيه اللى بتختار الريس ولا الريس اللى بيختارها وهكذا من المصطلحات السياسيه المهمه والتى يجب معرفتها منذ الصغر حتى لا نصبح سلبيين000

اقتباس :

يا جماعه انا ما زلت عند رايى ان الحكومه هى اللى ورا سلبية الشعب

جميل يل فندم .. محدش قال حاجه

بس هى لازم تعمل كده عشان محدش يعرف حقه ويطالب بيه

ولو حد فى يوم عرف حقه وبدء يطالب بيه هايروح ورا الشمس ولو كان حد كبير معروف زى نور او البرادعى او حد من الاخوان هايطلع يا خائن يا ارهابى يا عميل للامريكان ( مع انهم اكتر ناس بتنفذ سياسة امريكا واسرائيل فى المنطقة ) .

الحكومة عايزة كده لازم بقا نرجع ونشوف واجبتنا احنا ونحاول نطبقها

جميل اللى حضرتك بتقوليه التوعية السياسية ودى من اول النقاط وطبعا للاسف مجرد الكلام فى السياسة اصبح عييييب ولو فتحتى نقاش مع حد يقلق منك يا اما يقول ياعم بلاش كلام فى السياسة احنا مش قدهم

وكمان فى دراسة لتجارب شعوب اخرى كانت زينا او زى معظم دول العالم الثالث وحصل عندها تحولات غير عادية ( زى تجربة اوكرانيا ) حد فاكرها الناس نزلت الشوارع لما حصل تزوير بسيط فى نسب الانتخابات ونجح الرئيس السابق الناس فضلت فى الشارع وعملو خيام واولادهم معاهم ولا حد راح مدرسة ولا جامعة ولاشغل رغم الصقيع والثلج والناس كانت بتعمل اكل فى الميادين وكان منظر مهوووول وفضلو كده شهور لحد ما النظام استجاب للضغط وعملو انتخابات ونجح المعارض وعين رئيسا .

تجربة باكستان ولسه قريبة ومكنش حد يتصور ان الطاغية برويز مشرف يسيب الحكم بسهوله دى


وغيرة وغير

ايوه بس احنا لو عملنا زيهم هتلاقى الحكومه لمت شويه من الناس البارزين فى الاعتصام وترميهم ورا الشمس وتمثل بجثثهم وتخليك تشوفهم علشان تبقى عبره لباقى الناس وينفض التجمع خوفا على ارواحهم ومستقبل اولادهم ونرجع من الاول تانى ان الحكومه هى اللى ورا السلبيه وعندك امثله كتير لكده زى اللى حصل لايمن نور كان عبره للباقيين وبالتالى تلاقى مين داخل المره دى يا اما مرشح الحزب الوطنى والبرادعى لانه قوى ومسنود وايمن نور تانى بس المره دى طبعا ما ينفعش يتكرر معاه اللى حصل فبيدوروا له على حاجه جديده0