أرسل إليك لأننى قررت مشاركتك وقراءك تجربتى الشخصية مع رجل مازال يبدع فى إبهارى بمواهبه وصفاته النادرة منذ خطبتنا وتحضيرنا للزواج لم يكن فى مخططى المستقبلى معه أكثر من المألوف الذى أراه وأسمعه من المتزوجين المحيطين.
مشاكل أول سنة زواج, اختلاف الطباع, الأولاد ومشاكلهم أيضا.. أيام العسل وفقط.. بعدها الحياة الروتينية المملة, والزيارات العائلية المفروضة, والواجبات المنزلية التي لا تنتهي.. ولكن انجذابي لشخصه, ورغبتي في خوض تجربة الأمومة وكأي فتاة في عمري وقتها كل ذلك جعلني أقبل علي الزواج وتقبل ما سيكون.. ماذا تراني وجدت؟ مبدئيا تغيرت نظرتي للأشياء, واستطاع ببساطة أن يريني الجمال في كل شيء حتي لو كان شيئا عاديا يمر به الانسان يوميا مرور الكرام, ولا يتوقف عنده, يفاجئني كل يوم بأشياء أحبها كثيرا, واستغرب من معرفته بما أحب رغم عدم ذكري ذلك؟
عرفت فيما بعد أنه خلال خطبتنا سأل كل المقربين مني عما أحب وأكره, وطلب منهم عدم إخباري.. عندما عدنا من أيام العسل الأولي اكتشفت ما هو أروع من تلك الأيام.. ان كل يوم مع هذا الرجل هو أشد حلاوة من العسل حقا, يؤمن بشدة أن الحياة قصيرة ولا تستحق إضاعتها في الحزن والغضب والتنقيب عن العيوب والمعاناة منها, فلا مانع إذن أن نختلف ولكن فقط لشرح وجهات النظر والتفهم, الزعل مرفوض والحياة جميلة ويجب أن نستمتع بكل لحظة فيها. أيام حملي لطفلنا علي سبيل المثال كانت ذكري لن أنساها ما حييت, فقد تعودت منه أن العمل خارج المنزل فقط, ولا مكان له في البيت.. فكان يترك هموم العمل خارج الباب وداخل المنزل هو الزوج والأب والصديق. لكن أيام الحمل كان ينزوي بنفسه علي غير عادته ممسكا شيئا ينهمك فيه.. وعندما قتلني الفضول.. فوجئت به يقرأ في كتاب عن الحمل الأول, وماذا تواجه المرأة في هذه الفترة, وذلك ليعرف مشاعري تحديدا والتغيرات التي ستطرأ علي حتي يعرف كيف يتعامل معها, لقد بكيت في هذا اليوم كثيرا من شدة تأثري برقته!
وبالاضافة لما سبق هو موهوب بروح مرحة جدا, تهون أي صعاب.. أي ألم.. حتي إننا لو دخلنا في أي نقاش جاد أو شيء يغضبني أجد نفسي أكاد أموت ضحكا من تعليق قاله أو إفيه رماه.. وأنسي ما ضايقني أصلا, أن تجد إنسانا يستطيع إخراجك من حالة سيئة تمر بها ويمحو همومك بسهولة فذلك صعب في زمن يمر الناس فيه بحالة إحباط عامة, وينقبون عن السعادة بصعوبة وسط زخم المسئوليات والبحث عن لقمة العيش, ومواجهة الظروف المتغيرة, والبحث عن الاحساس بالأمان.
أضيف أيضا اننا لسنا من الأثرياء, ولكنها مستورة والحمد لله.. تضيق أحيانا وتفرج أخري, ولك أن تتخيل عندما تضيق ماذا يفعل زوجي؟ حقا لانشعر كأسرة بأي مأساة.. فهو بأبسط الأشياء يصنع الفرحة, والبهجة في اجازة الاسبوع ذات مرة جلسنا في المنزل لضيق الأحوال.. استيقظ مبكرا وصنع لنا افطارا عبارة عن سندويتشات لها أشكال مفرحة, وجلس يصنع مع طلفنا ذي السنوات الست منازل من الكرتون, وسيارات, وأنشأوا مدينتهم الخاصة.. بعد ذلك بأسبوعين توفرت لنا الأموال وخطط لنا زوجي فسحة من تلك التي ينظمها لنا دائما, ونفاجأ بأنها مختلفة كل مرة وأحلي من سابقتها, ففوجئنا بطفلنا يطلب من أبيه أن يصنعوا بيوت الكرتون, ويأكلوا سندويتشات الجبن علي شكل قلوب ونجوم, ويؤجلوا الخروج فيما بعد! فرحت حينها أن ابني ورث الفرحة في البساطة كأبيه, مما يؤهله لمواجهة الحياة إذا تأزمت الأمور.
حقيقة كانت مشاعري في البداية تجاهه عادية.. فقط هو انسان محترم ومناسب ولديه امكانيات الزواج.. لكن ما فعله بحياتي وما أضافه اليها من بهجة وتفاؤل وحب وإبداع في كل التفاصيل.. جعلني حقيقة أعشق ظله.. يكاد لا يمر يوم دون أن أخطط كيف يمكن إسعاد هذا الرجل؟ وأعتقد أنني صرت موهوبة بالعدوي منه.. بإضافة معني حقيقي للسعادة إلي حياة الآخرين.
عرفت أيضا يا سيدي الفاضل أن حب الأفلام والمسلسلات ليس سوي بضعة مشاهد مؤثرة ليست هي حقيقة الحياة.. فالتفاصيل الكثيرة في حياتنا تطغي علي الأجواء الرومانسية الأفلاطونية, وأقول تطغي وليس تلغي.. ما يجب علينا فعله حقا هو تحويل لحظاتنا كلها إلي متعة من نوع خاص ولا نجعل مجمل تركيزنا علي أجواء الأغاني والأفلام لأنها في النهاية ليست كل الحياة.. ما أجده مع زوجي في نظري هو الحب الحقيقي لأنه في كل وقت وليس له حالة معينة.
كي لا أطيل في بقية التفاصيل لأنها كثيرة حقا.. هدفي من الرسالة هو إفاقة الرجال, وشحنهم شحنة إيجابية, للنظر لزوجاتهم وحياتهم بطريقة جديدة..
------------------------