منتدى المتحابون فى الله


السلام عليكم ،, ضيفنا العزيز، مرحباً بك على صفحات المنتدى.نرجو التسجيل او الدخول

جدّد نيتك .. ولا تجعل المنتدى يشغلك عن إقامة الصلاة في وقتها
وتذكر قول الله تعالى (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
منتدى المتحابون فى الله


السلام عليكم ،, ضيفنا العزيز، مرحباً بك على صفحات المنتدى.نرجو التسجيل او الدخول

جدّد نيتك .. ولا تجعل المنتدى يشغلك عن إقامة الصلاة في وقتها
وتذكر قول الله تعالى (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
منتدى المتحابون فى الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المتحابون فى الله


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» أخى انت حراًُ
 طالوت وجالوت  Icon_minitimeالأربعاء يناير 22, 2014 11:32 pm من طرف بسمات دامعه

» أستغفروا لى
 طالوت وجالوت  Icon_minitimeالإثنين أغسطس 12, 2013 11:21 pm من طرف بسمات دامعه

» علم النساء
 طالوت وجالوت  Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 14, 2012 8:16 pm من طرف سداوي

» خسااااره جدا
 طالوت وجالوت  Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 04, 2012 7:11 pm من طرف بسمات دامعه

» منورين القاعه
 طالوت وجالوت  Icon_minitimeالأربعاء يناير 25, 2012 12:38 am من طرف ام روان

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث

 

  طالوت وجالوت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حواء
مديرة الموقع
حواء


انثى
تاريخ التسجيل : 14/06/2009

 طالوت وجالوت  Empty
مُساهمةموضوع: طالوت وجالوت     طالوت وجالوت  Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 14, 2010 9:45 pm

موضوع وجدتة ولم استوعبة الا بقرائتة مرتين

بالله عليكم موضوع قيم (لعمرو خالد) ولازم نقراة كلنا ونتداولة على صفحات المنتديات


أترككم مع القصة ولمن يصعب عليه قراءتها كلها أنصحه أن يرى الحلقة من برنامج قصص القرآن الجزء الأول أو يحملها من موقع د/ عمرو خالد أو غيره .

أترككم مع طالوت وجالوت :


قصة الحلقة:
قصتنا اليوم تحكي قصة أمة كانت منهارة كانهيار أمتنا الآن، فخرج من هذه الأمة جيلٌ أراد أن يعيد العزة والكرامة والنصر والنجاح والنهضة لهذه الأمة المنهارة، وقد كان هذا الجيل كثيرًا فى العدد، فعدده مئات الآلاف، ولكن نفوسه لم تكن النفوس المستكملة للصفات الأربعة السابق ذكرها، فاختبرهم الله عز وجل وغربلهم على عدةَ مراحل، ومع كل مرحلة يتم غربلة النفوس التى لا تمتلك صفة من الصفات الأربعة، فالغربلة الأولى تغربل ضعيفي الإرادة، والثانية تغربل الأنانيين غير المخلصين، والتالية تغربل المتسيبين الفوضويين، وهكذا ومع كل غربلة يقل العدد إلى أن استقر وأصبح ثلاثمائة وثلاثة عشر نفسًا فقط لا غير. ولكن هذه النفوس المتبقية من الغربلات الأربعة مع قلة عددهم كانت قوية فى امتلاك الصفات الأربعة: الشجاعة، الإرادة، الانضباط، والإخلاص. وكانت النتيجة أن انتصرت هذه الحزمة القليلة العدد من الجنود انتصارًا حاسمًا، وقامت على أيديهم نهضة فى عهدهم لم تحدث لأحد من قبلهم.


اعلموا وافهموا أن القضية ليست قضية عدد، بل القضية قضية نفوس قوية. يا شباب، أتريدون أن تنجحوا فى حياتكم؟ أتحبون هذه الأمة؟ إذا أردتم نهضة الأمة أحبوا الإسلام، أحبوا بلادكم، أحبوا مصركم، أحبوا جزائركم، أحبوا سائر بلاد المسلمين. يا آباء ويا أمهات، هل تريدون أن تصنعوا شيئًا لهذه الأمة؟ ربُّوا أولادكم على الشجاعة، ربُّوا فيهم الإرادة، ربُّوهم على الانضباط، وربُّوهم على الإخلاص.


هيا يا شباب، إن كنتم صادقي العزم على إحياء هذه الأمة أحضروا ورقةً وقلمًا، واكتبوا هذه الصفات الأربعة، هيا تعلموا من القرآن، فالقرآن يُعلمكم كيف تنمون أنفسكم، فهل أنتم قارئون له على حقيقته، هيا افتحوا سورة البقرة واقرؤا قول الله عز وجل:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى المَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَاأَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ(246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَلَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ المَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ وَالجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنيَّشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَّأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ المَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ (248) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِوَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ المُلْكَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ (251)). (البقرة: 246-251)


الاستقصاء:
ما قرأناه الآن هو ربع كامل من القرآن العظيم يتكلم ويفيض فى علم النفس. ولكن قبل أن نغوص فى المعانى العظيمة لهذا الربع علينا أن نُنهِي أولا الاستقصاء التالي، سأسألكم أربعة أسئلة، وعليكم الإجابة بوضع درجاتكم التى تُحدد مستوياتكم من مجموع عشر نقاط، وعليكم أن تعلموا أن هذه هى حياتكم بالدرجة الأولى التى تتوقف على صدق إجابتكم:
1. هل أنت شجاع مبادر أم خوَّاف؟
2. هل أنت مخلص متجرد أم أناني فردي؟
3. هل أنت منضبط فى حياتك أم متسيب؟
4. هل أنت قوي الإرادة أم ضعيف الإرادة؟


والآن نعود إلى الآيات الكريمة السابق ذكرها، وهي تحكي قصة بني اسرائيل بعد أن أنجاهم الله عز وجل من فرعون، وما كان من قصة غرق فرعون وجنده ونجاة سيدنا موسى عليه السلام وقومه. ثم طلب الله عز وجل من قوم بني إسرائيل الدخول إلى الأرض المباركة، (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ...)(المائدة:21) وما كان من رفض القوم لتنفيذ الأمر؛وجبنهم عن الدخول إلى الأرض التى وعدهم الله عز وجل إياها: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَّخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ)(المائدة:22) وهنا تظهر أول صفة غير حميدة ألا وهى صفة "الجبن". تستمر الآيات على النحو التالىSadقَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ البَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ...) (المائدة23) أى أنه كان هناك رجلان فقط يمتلكان الشجاعة لتنفيذ أمر الدخول، بل وكانا يتميزان أيضًا بالانضباط، وهذا يفهم من قولهما: "... فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ..." ولكن كان رد قومهما عليهما يُمثل أعلى درجات ضعف الإرادة والجبن والأنانية: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة:24) فما كان من سيدنا موسى عليه السلام إلا أنSadقَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ القَوْمِ الفَاسِقِينَ) (المائدة:25). وبما أنه لمتتوافر الصفات الأربعة إلا فى شخصين اثنين فقط من هذا الجيل من بني اسرائيل، ومن ثم لم تتوافر أساسيات صناعة نهضة، فحكم الله عز وجل بأن لا نهضة فى هذا الجيل، وعلى الجيل كله أن يتغير وهذا يحتاج إلى أربعين عامًا، لأن الجيل الحالي لا يصلح أبدًا لمهمة النهضة؛ فقد نخر السوس فيه إلى أن أفسده تمام الفساد، (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَّتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى القَوْمِ الفَاسِقِينَ) (المائدة:26) ومر الزمن، ومات سيدنا موسى عليه السلام، وتغير الجيل، وحل محله جيل جديد، فيه تلميذ لسيدنا موسى عليه السلام، هو يوشع بن نون الذى دخل بالجيل الجديد_ الذى توافرت فيه الصفات الأربعة_ فلسطين، وانتصرعلى الأعداء. ولكن بعد حين مات يوشع بن نون، وضعفت الصفات الأربعة مرة أخرى فى بني إسرائيل، فسلط الله عز وجل عليهم قومًا جبارين أسماهم العماليق.


اعلموا أن القاعدة تنص على أن منحنى النهضة يرتفع بقوة الصفات الأربعة، وينخفض بضعفهم وتلاشيهم. وهذه القاعدة كما أنها تسري على الأمة فإنها تسري على الأفراد، أى أنها تسري عليك أنت فى حياتك الشخصية. فأنت إن امتلكت الصفات الأربعة فمعك النصر، وإن فقدتهم فقدت النصر. هل أنت ممن يوصفون بالخوف أم ممن يوصفون بالمبادرة؟ أى هل أنت تجرب وتحاول أم تعجز وتخذل؟ هل أنت جبان خواف لمن أرهبك؟ هل أنت شجاع أم متهور؟ هل أنت منضبط أم فوضوي؟ هل تعرفون أن صفة الانضباط هى أهم الصفات الأربعة؟ هل أنتم معي في أننا غير منضبطين فى بلادنا؟ ألا ترون أننا نعيش فى تسيب وتهور؟ لاحظوا معي -على سبيل المثال_ عدم انضباط مواعيدنا وحركاتنا داخل مجتمعاتنا. أرجو أن تنتبهوا أنه في كل عملية من عمليات الغربلة_ التي كررت أربع مرات في قصتنا_ يتم تصفية عددًا كبيرًا من الأنفس، نلاحظ في هذه الغربلات أن الذي ينجح دائمًاهو المنضبط فى كل صفة يتم اختبارها. يجب أن تنتبهوا إلى أن المتسيب غير المنضبط ما هو إلا أنانىٌ، لأنه لا يكترث بشيء فى الحياة إلا بنفسه، بينما على الجهة الأخرى فإن المنضبط جاد وبالتالي شجاع.


اعلموا أنه طالما بقيت بلادنا غير منضبطة، وطالما بقيت شعوبنا غير منضبطة، وطالما بقي شبابنا غير منضبط ستبقى الفوضى والتسيب، فلتنظروا إلى تصرفات الناس فى الشوارع! انظروا إلى المرور! ألا تسمعون آلات التنبيه العالية التى تستخدم فى أوقات الضرورة وغير الضرورة؟ ألا ترون كيف يُلقي أصحاب السيارات القاذورات من نوافذ سياراتهم؟ كل هذا وأكثر هو عين عدم الانضباط. كيف لحكوماتنا أن تحل كل هذه المشاكل؟! كيف لها أن تلملم القاذورات من وراء الناس. السؤال الأساسي والمحوري هو: هل أنت منضبط أم لا؟ سأعطيكم مثالًا آخر، شخص لا يمتلك المال، ولكن مع ذلك انظر إلى غلو فاتورة هاتفه المحمول، فهو لا يستطيع أن يمنع أصابعه عن هاتفه، إن كنت مثل هذا الشخص فأنت لا يمكن لك أن تصنع نهضة، بل فلتنس هذا تمامًا.


موقف الشعب من نصرة الأمة:
قصتنا حدثت فى زمن سيطرة العماليق الجبابرة على قوم بني اسرائيل، ويصف القرآن العظيم نفسية بني إسرائيل فى هذا الزمن، ويحللها على أنها قد وصلت إلى ذروة الجبن والانهيار، وذلك فى قوله عزوجلSadأَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ ...) (البقرة:243) هل تفهم معنى الكلام؟فالقرآن العظيم يقص علينا أنهم خَرجوا من ديارهم، ولم يقل "أُخرجوا" وهذا يعني أنهم هم الذين تركوا بلادهم، أى أنهم تركوها لعدو دخيل عليها يسومها ذل الهوان، وهذا الفعل ما هو إلا عين الأنانية، وهذا الفعل ما هو إلا عين عدم الانضباط. راجعوا معي الآيات مرة أخرى، وستجدون أن الذين خرجوا من ديارهم كانوا ألوفًا، أى أن عددهم كان كبيرًا جدًا قد يصل إلى الملايين -وذلك لأن فى اللغة العربية لا يوجد عدد مليون- ولكن ماذا فعلت كل هذه الأعداد الكبيرة من البشر؟ (... وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ ...) (البقرة:243) أى أنهم خرجوا من موتٍ محققٍ، فلما وجدهم الله عز وجل على هذه الحالة من المهانة التى تحققت فيها عكس الصفات الأربعة الحميدة قال لهم: (... مُوتُوا ...) (البقرة:243) أى موتوا ولكن بدون أن تواجهوا عدوًا كالشرفاء الشجعان، ثم أحياهم الله عز وجل، ليقول لهم: هل استوعبتم الدرس أم لا؟


هذا ما كان من بني إسرائيل مِن ترك ديارهم خوفاً وجبناً، أما ما كان من العماليق فكان الطرد لبني إسرائيل، وسرقة أموالهم، واستعباد أولادهم، وسبي نسائهم، وسرقة مقدساتهم، فما تبقى لبني إسرائيل شيئًا إلا سرقته وسلبته العماليق منهم. ماذا أرادوا أكثر من ذلك لكى يفيقوا؟! وماذا تبقى لنا نحن كى نفيق؟! أتتعجب من حالهم ونحن حالنا الحاضر يطابق حالهم الماضى؟! ولكن هذا السؤال من البداية خاطيء، فلا يجب أن تقول: "ما الذى تبقى لهم كى يفيقوا؟" فانظر إلى نفسك أولًا! فأنت الأحق بالسؤال؟ سرق العماليق كل ممتلكات ومقدسات بني إسرائيل، حتى أنهم سرقوا تابوتهم الذى يرجع قدسيته وأهميته عندهم إلى كونه يحتوي على عصا سيدنا موسى عليه السلام، وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون، أى بعضًا من ملابسهما عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام. وكانت بني إسرائيل تقدم هذا التابوت أمامهم فى كل معاركهم، وكأنها الراية التى تجدد حميتهم ونشاطهم.
أفرز جبن بني إسرائيل أساطير ألفوها عن جيش العماليق وملِكهم الذى يدعى "جالوت"، ومما ألفوا أن الجندي من جيش جالوت يقتل ألفًا منهم بمفرده، وغيرها من أساطير الوهم. ويرجع كل ذلك الوهم إلى ضعف بني إسرائيل، لأن الضعيف لا يستطيع أن يستوعب حقيقة أنه ضعيف، وبالتالي يحاول دائمًا أن يبرر عدم قدرته على الآخر بقوة هذا الآخر، وليس باستيعاب حقيقة ضعفه. سأحكي لكم قصة رمزية تدل على المعنى السابق، وهى عن عملاقين فى بلدتين مختلفتين، سب أحدهما الآخر، فغضب الثاني، وذهب إلى الأول فى بلدته، وما إن علم الأول بمجيء الثاني إلا واختبأ فى بيته، وكانت له زوجة قوية النفس، فتعجبت من خوفه، وقالت له: "هل أنت خائف؟ إذًا فاخلد إلى السرير، وشد عليك غطاءك"، فلما جاء العملاق الثاني إلى بيت الأول سأل زوجته عنه، فأخبرته الزوجة أن زوجها ليس بالبيت، وإنما الموجود ابنه، ولكنه نائم فى السرير، ووجهت نظره إلى السرير، فلما رأى عملاقًا ينام فى السرير، قال فى نفسه: "إن كان هذا هو الابن، فكيف إذًا هو الأب؟!" فما كان إلا أن فر هاربًا من البلدة كلها!. هذه قصة رمزية، ولكنها تعني أننا نحن من نصنع الأساطير، ونحن من نصدقها، ونحن من نخافها، وكل ذلك حتى لا نواجه أنفسنا بضعفنا.


ورغم ضعف بني إسرائيل كان لا يزال من بينهم ثُلة من الأفراد الأقوياء، وكان طالوت أحدهم، وهو من أبناء الشعب البسطاء الفقراء، ولم يكن من قادة العشائر (الملأ)، الذين كانوا فى حقيقة الأمر أناسٌ أنانيون مختلفون فيما بينهم، يحاربون بعضهم بعضًا متناسيين عدوهم المشترك جالوت، خائفين منه إلى درجة أنه لم يتجرأ أحدهم أن يصبح ملكًا على الآخرين، خوفًا من بطش جالوت بالملك المُتجرأ على مواجهتهم. وكان من بين ثُلة الأفراد الصالحين شاب فى السادسة عشرة من عمره يعمل كراعي غنم. وفى هذه المرحلة الزمنية بدأت تتعالى الأصوات تنادي بمواجهة الذل والمهانة، وتنادي بقتال جالوت والانتصار للأمة، كانوا يتنادون بالنهضة كما نتنادى بها نحن الآن، ولكن هل نملك نحن الصفات الأربعة أم لا؟


موقف الملأ من نصرة الأمة:
حكى لنا القرآن الكريم موقف شعب بني إسرائيل من نصرة أمتهم فى زمن إذلال جالوت لهم، ويحكي لنا أيضًا موقف الملأ، وهم قادة الشعب من هذه النصرة، فيقول: (أَلَمْ تَرَ إِلَى المَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَاأَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (البقرة:246) وفى هذه الآيات الكريمات يحكي القرآن لنا خذلان ملأ بني إسرائيل بقولهم: (ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ) (البقرة:246)


وكأن الأمر لا يعنيهم؛ فيطلبون من نبيهم أن يتحرك هو، ويبحث عن ملك لهم، يجمع العشائر تحت حكمه، ويوحد بني إسرائيل. ويجب علينا أن لا نتغافل عن حقيقة أن ما فعلته بنو إسرائيل فى الماضى السحيق نفعله نحن الآن بانتظارنا الفرج، ونحن لا نحرك ساكنًا، ونقول: "أين صلاح الدين؟ أين المهدي المنتظر؟" فى حقيقة الأمر أننا الآن نمتلك نفس نفسية بني إسرائيل فى زمن هزائمهم، وهذه النفسية ما هي إلا نفسية عدم الانضباط. ولأن نبي بني إسرائيل فى هذا الزمن كان يعرف طبيعة نفسيتهم غير المنضبطة قال لهم: (... قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا ...) (البقرة:246)، ولكن بني إسرائيل هاجوا وغضبوا، فكيف يوجه لهم هذا النبي مثل هذا الحديث، وهم قد شُردوا من ديارهم، وسُرقت أموالهم، وذاقوا الذل والهوان، فغلبتهم الحماسة فى الكلام، وقالوا: (... وَمَا لَنَاأَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا...) (البقرة:246). وهذا أيضًا ما نقوله نحن الآن، فنحن نتحسر على أنه لم يعد عندنا كرامةً أو احترام فى العالم، وليس عندنا علم أو أي شيء ينفعنا، أو يجعلنا نتفاخر به بين أمم الأرض، ونحن الآن أيضًا نتنادى بضرورة نهوض أمتنا، ولكن السؤال المحوري هو: هل امتلكوا وهل نمتلك نحن الآن الأربع صفات أم لا؟


كان عدد بني إسرائيل المنعقد عزائمهم وحماستهم على القتال يصل إلى الآلاف، وقيل أنه يقرب من الثمانمائة ألف، ولكنهم مع التصفيات والغربلات الأربعة أصبحوا ثلاثمائة وثلاثة عشر فردًا، وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: حدَّثني أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ممَّن شهد بدراً أَنَّهم كانوا عدَّة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر: بضعة عشر وثلاثمائة، قال البراء: لا والله ما جاوز معه النهر إلاّ مؤمن، وهذا يعني أن سبعمائة وتسعة وتسعين ألفًا وستمائة وسبعة وثمانين فردًا سقطوا فى الغربلات الأربعة. وكأن غاية المراد هو إيجاد ثُلة من الرجال الحقيقيين الشجعان. يا شباب، حاولوا أن تصبحوا منهم، من يجد أنه يمتلك الصفات الأربعة بنسبة ستين بالمائة فليرسل لي على عمرو خالد دوت نت، وليفتح ربنا سبحانه وتعالى لنا بفتح ونهضة من عنده. أعلم أنه قد يصيبكم الإحباط بمعرفة أن سبعمائة وتسعة وتسعين ألفًا وستمائة وسبعة وثمانين فردًا سقطوا فى الغربلات الأربعة، ولكن لا تنظر إلى الأمر من هذه الناحية، بل انظر إليه من ناحية أن ثلاثمائة وثلاثة عشر فردًا قد نجحوا بالفعل، وتذكروا دائمًا أنه كان فيهم الشاب الذي عمره ستة عشر عامًا، راعي الغنم. هل لك أن تتخيل أن بين الحين والآخر كان الثلاثمائة وثلاثة عشر فردًا يجدون الآلاف من دونهم قد تغربلوا! هل تتخيل مدى قوة هذه النفوس، هل تتخيل مدى قوة إرادتهم، بالطبع هؤلاء هم من يتنزل عليهم النصر من عند الله عز وجل، بالطبع هؤلاء هم من يصنعون النهضة، ائتوني بمثل هؤلاء.


أرجوكم أن تُكملوا الاستقصاء، وتعطوا أنفسكم الدرجات التى تستحقونها، وانظر هل أنت تستحق أن تقابل النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وتقول له: "أنا على الأقل إن لم أكن قد فعلت شيئًا لأمتك، فها أنا قد جهزت نفسي لامتلاك هذه الصفات الأربعة التي هي نواة النهضة"، واسأل نفسك: هل تستحق أن تصنع حياة للأمة أم لا؟ واسأل نفسك هل ستنجح فى حياتك أم لا؟


الأربع غربلات:
اسأل نفسك: هل إذا كنت موجودًا فى هذا الزمن وفى هذه الحكاية هل كنت سنتجح فى كل غربلة؟ أم كنت ستكون من المتغربلين؟

التصفية الأولى: تصفية الجبناء
الغرض من التصفية الأولى هو غربلة الجبناء وغير المبادرين. تقول الآية الكريمة (... فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتَالُ تَوَلَّوْا إِلاَّ قَلِيلاً ...) (البقرة:246) أى أنه لما حان وقت القتال بنزول الأمر من الله عز وجل تولوا كلهم إلا قليلًا منهم، والقليل فى اللغة العربية لا يزيد عن عشرة بالمائة، أى أنه إن كان عددهم ثمانمائة ألف أصبح عددهم بعد التصفية الأولى ثمانين ألفًا، بينما استبعد سبعمائة وعشرون ألفًا؛ لم يستحقوا أن يُصنع النصر على أيديهم؛ وذلك لأنهم جبنوا من فكرة قتال جالوت، فمجرد سماع اسمه وفكرة قتاله هو وجيشه أخافتهم. هل تعلمون كيف تكتشفون الشجعان؟ الشجعان هم من يفعلون الأفعال التى يتحرج الفاشلون من فعلها، فمثلًا هناك مكالمة مهمة يجب أن يفعلها الموظف لينهي مشروعًا مهمًا، ولكنه يظل مترددًا عشرين يومًا إلى أن يستطيع عمل هذه المكالمة، وذلك لأنه يخشى ردة فعل الشخص الآخر. اعلموا أننا نُقص قصة طالوت وجالوت لكى نطبقها فى حياتنا اليومية، فأنا لا أطالبكم بالقتال، ولكن أطالبكم مثلًا إن كانت عائلتكم تفرقت لخلاف حدث بين أبيك وأخيه، لا تجبن أن تذهب إلى أبيك، وتقول له: يجب أن نذهب إلى عمي حتى نتصالح. هل أنت شجاع مبادر أم خواف يرتجف قلبك خوفًا من الصعاب؟ لسيدنا على بن أبى طالب كلمة جميلة جداً، يقول فيها: "أى يوم من الموت أفر، يومٌ لايُقدَّر أو يومٌ قُدَِر؟ يوم لا يُقدر لا أرهبه، ومن المقدور لا ينجو الحذرٌ"، وهنا يتساءل سيدنا علي رضي الله عنه عن اليوم الذى يخاف الموت فيه، هل هو يوم قد قَدر الله عز وجل عليّه فيه الموت أم يوم لم يقدر الله عز وجل عليّه الموت فيه؟! نصحيتي لك أن تصبح شجاعًا، فالأساطير كأسطورة العملاقين لا تخيف إلا الجبناء. واستمع إلى قول الشاعر: "سئل الجبل: مم علوت؟ فقال: من دنو الوادي، واعلم أنك كلما طأطأت علا الجبل عليك.


كن عبدًا للعزيز، "العزيز" هو اسم من أسماء الله عز وجل، فهل أنت عبد العزيز؟ إياك ألا تصبح عبدًا للعزيز، إياك أن تُطأطيء، وإياك أن تهين نفسك، إياك ألا تكون شجاعًا. إذا سأل مدرس الفصل عمن فعل فعلاُ معينًا، لا ترتجف، وقل: أنا أخطأت، وأنا من فعل هذا، كن شجاعًا فى الاعتراف بالخطأ، ولا تعالج خطأ بخطأ.


كيف أكون شجاعًا مبادرًا؟
كيف أقوي صفة الشجاعة داخل نفسي؟ وكيف أرفع درجتي من أربع إلى سبع أو ثمان درجات فى استقصاء صفة الشجاعة؟
1. أول الحلول هى العبادة، فما هذا الذى سيقوي النفس إن لم يقوها الإيمان؟! هل تصلي وتقوم الليل فى رمضان؟ قد يسألني أحدكم: وما العلاقة بين صلاة الليل أو العبادة بأشكالها المختلفة وصفة الشجاعة؟ إن العلاقة بينهما وطيدة، فالعبادة تزرع وتقوي صفة الشجاعة داخل النفس البشرية، وذلك لأنها تشعرك أنك مع الله عز وجل، أى أنه مع الدوام على العبادة يتغلغل فى نفسك شعور: "أنا مع العظيم، أنا مع العزيز، أنا مع القوي، بل أنا قوي بالله القوي المتين"، ولمزيد من الإيضاح: فالعبادة والإيمان يعلمانك التوكل على الله عز وجل، لأنك تشعر أنك مع الوكيل، تشعر أنك وَكلت الله عز وجل عنك فى أمورك بإمضائك له بقولك: "توكلت على الله"، وإذا كان الأمر كذلك فمم تخاف؟! وهناك من القرآن العظيم ما يؤكد هذا المعنى مثل: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (آل عمران 173_174) اختر أربع عبادات، وداوم على ممارستهما، واعلم أن رمضان شهر القرآن فرصة عظيمة لبداية هذا التحول العظيم فى حياتك، لأن رمضان يمنحك روحًا جديدة تُضاف إلى روحك. اقرأ القرآن وتعلم: (وكذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِن أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدرِي مَا الكِتَابُ ولا الإِيمَانُ ولَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهدِي بِهِ مَن نَشَاءُ مِن عِبَادِنَا وإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الشورى:52) أقسم بالله العلي العظيم أنى أشعر فى اليوم الذي أقرأ فيه القرآن بأنى قوي، واسألوا عن هذا الناس الذين يقرأون القرآن بتدبر أي بفهم وإحساس.


2. ثاني الحلول هى: التدريب على المبادرة، اختر أربع مبادرات، وأقدم عليها، والأهم هو أن تنضبط فيها، وانتبه ألا تفعل مثلما فعل قوم بني اسرائيل حينما أخذتهم الحماسة لبعض الوقت، ثم نقضوا هذه الحماسة بعد حين، وكأن شيئًا لم يكن. فلا تَعِد بفعل مبادرة ما اليوم ثم تنقض العهد فى الغد المقبل، فهذا هو عين عدم الانضباط. أولاً: عليك أن تدفع نفسك دفعًا لأن تبادر، فمثلًا: قدم اقتراحًا جديدًا إلى مديرك فى العمل، ثم جاهد نفسك، وقاومها لأن تنضبط فى هذا العمل الجديد. أو صل صلة رحم مقطوعة، وداوم على وصلها لله عز وجل. والسؤال الآن: كيف نقوي صفة الانضباط فى النفس البشرية؟ اصنع معي جدولًا مكونًا من ثلاثين سطرًاً بالعرض بعدد أيام شهر رمضان الكريم، وعدد من الخانات الطولية بعدد العبادات والأعمال اليومية والأسبوعية التى ترغب فى الدوام عليها كل يوم/أسبوع فى رمضان، مثل صلاة الفجر، ولماذا الصلاة؟! لأنه هناك من لا يستطيع أن ينضبط في الصلاة بينما يقول الله عز وجل: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) (البقرة:238)، يشتكي لى بعض الشباب أنهم لا يستطيعون أن ينضبطوا في إقامة الصلاة، ويسألوني ما العمل؟ فأقول لهم: وهل هناك أي عمل حيال ذلك إلا أن تصلوا؟! يمكنك أن تضيف إلى أعمالك اليومية التريض لمدة ساعة، وإلى أعمالك الأسبوعية قراءة كتاب. وابحث عن أكثر الأمور التى تعاني فيها من عدم الانضباط، وحاول أن تصلحها، مثل أن تنضبط على ألا تجاوز فاتورة تليفونك مبلغًا معينًا فى الشهر، أو مثلًا أن تنضبط في تنظيف غرفتك. ثم علق هذا الجدول فى غرفتك، وقم يوميًا بوضع علامة صح أو خطأ أمام كل عمل قمت به أو لم تقم به، وكل أربعة أيام قم بوضع درجة عن كل الأعمال فى الأيام السابقة، اجعل هذا الجدول هو تمرينك العملي للتنمية البشرية. أقسم لكم بالله العظيم أنى داومت وواظبت على مثل هذا الجدول لسنين. يا جماعة، جربوا ما أقوله لكم فهو قد جُرب من قبل ونجح بالفعل، وتذكروا دائمًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم".


التصفية الثانية: تصفية الأنانيون
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَلَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ المَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ وَالجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنيَّشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(البقرة:247)
اختار الله عز وجل طالوت ليصبح ملكًا على قادة عشائر بنى إسرائيل، لكنهم قالوا: (أَنَّى يَكُونُ لَهُ المُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ المَالِ ...) (البقرة:247) أى أنهم استنكفوا أن يملكوا طالوت عليهم؛ وهو البسيط الفقير، بينما هم القادة الأغنياء. فلما نَبَهَهم رسولهم عليه السلام بأن طالوت هو الذي اصطفاه الله عز وجل واختاره فما كان منهم إلا أنهم تولوا إلا قليلاً منهم، أى أنهم بعد أن كانوا ثمانين ألفاً أصبحوا ثمانية آلاف فقط. التصفية الثانية تختبر هل أنت متجرد لله عز وجل؟ وهل أنت مخلص له أم لا؟


كيف يمكنك أن تتعرف على ماهيتك فى هذه التصفية؟ لتعرف أجب على الآتى: هل سترضى أن تشارك فى عمل خيري لا يُذكرُ اسمك فيه؟ إذا ضايقك أحد فى العمل الخيري هل تترك العمل بأجمله وترحل؟ لماذا أنت لا تشارك فى العمل الخيري؟ هل لأنه ليس له بريق؟ هل إذا كنت تَدَعي أنك تعمل عملًا ما لله سبحانه وتعالى ثم لم يَشكر لك أصحاب العمل مجهودك، هل ستجيد فى عملك بعد ذلك أم لا؟ هل تستطيع أن تصبح مخلصًا مثل خالد بن الوليد رضي الله عنه حينما عزله سيدنا عمر بن الخطاب عن إمارة الجيش فى ميدان المعركة؟ هل تفكرت من قبل في كيف عزل سيدنا عمر قائد الجيش خالد بن الوليد مع ما فى الموقف من خطورة؟! لقد عزله سيدنا عمر فى ميدان المعركة وليس بعد انتهاء المعركة، وليس خفية عن أعين الجنود، ولم يخش سيدنا عمر الحكيم من بطش خالد بن الوليد المخلص، لأنه علم أن خالدًا مخلص لن يتسبب فى انقسام الجيش تحت أى ظرف من الظروف، حتى وإن كان هذا الظرف هو أمر من أمير المؤمنين يأمره أن ينزل عن قيادة الجيش إلى عبيدة بن الجراح. ما أصعب هذا الموقف وما أشده اختبارًا! ولكنه مع ذلك أخذ خالد المخلص يعمل بجهدٍ وحميةٍ كجندي أشد مما كان عليه وهو قائد، ولما سألوه: ولم الزيادة فى العمل؟ فما كان جوابه إلا أن قال: "إنما أفتح الشام لله لا لعمر بن الخطاب"، ولما بلغ هذا سيدنا عمر بن الخطاب قال: "يأبى خالد إلا أن يكون أميراً". ما هى الدرجة التى أعطيتها لنفسك؟ إذا كنت لا تعمل أي عمل خيري فاعط نفسك صفرًا، واعلم أنك لن تختبر من الأساس.


كيف أكون متجردًا مخلصًا؟
1. أول وأهم الطرق لاكتساب الإخلاص هو الدعاء، ادع أن يمن الله عز وجل عليك بالإخلاص إلى وجه الكريم.
2. اشترك فى أي عمل خيري، وجرب نفسك.
3. انو العمل لله عز وجل قبل الشروع فى القيام بأي عمل خيري، وقل: "يا رب، أنا أفعلها لك، لقد أتيت إليك، ولم آت لتلتقط لي الصور"


يجب أن ننتبه إلى معنى مهمًا جدًا فى قصة طالوت، وهو أنه حتى المعجزات لا تُفلح مع النفوس الضعيفة، فالمعجزة لن تصلح نفسك إن كنت ذا نفسٍ ضعيفة، وهذا مايبدو واضحًا في القصة عندما أنكر قادة العشائر على نبيهم أن يكون طالوت ملكًا عليهم، فأخبرهم عن المعجزة التى سيرونها ليعلموا صدق إخباره عن الله عز وجل فى اختيار طالوت ملكا؛ً وهى أن التابوت الذى سرقه جالوت منهم ستعيده الملائكة إليهم، وتضعه أمام بيت طالوت، وفى هذه المعجزة تثبيتًا لأنفسهم وبرهانًا على اصطفاء الله لطالوت، ولكن للأسف لا تجدي المعجزات نفعًا مع النفوس الضعيفة؛ فتولوا إلا قليلًا منهم، فهيا، أصلح نفسك، ولا تنتظر المهدي المنتظر. يا شباب، هذه القصة قصة رهيبة، مَن لم يرد منكم أن يعتبر بها من أجل بلده فليعتبر بها من أجل نفسه.


التصفية الثالثة: تصفية ضِعاف الإرادة:
(فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ...) (البقرة:249)
تعنى كلمة "فصل" فى اللغة العربية رتب ونظم، وأنتم تعلمون أنه عندما يُبوب الكتاب يُبوب فى شكل فصول، لأن هذا هو الترتيب والتنظيم الصحيح للكتاب، ونحن نُطلق على الفصول فى المدارس الفصول الدراسية، وذلك لأن كل فصل دراسي يجمع فئة عمرية معينة مع بعضها بعضًا، وهذا فيه تنظيم. أكبر إنجاز أنجزه طالوت مع بني إسرائيل هو إعادة تنظيم الأفراد المتسيبين، وهذا هو بالضبط ما ينقصنا فى بلادنا، فنحن فى حاجة لأن نتعلم النظام. كان الغرض من الاختبار الثالث هو اختبار إرادة الجنود الذين سيقاتلون جالوت، وحدث ذلك بأن أصدر أمرًا للجنود بأن لا يشربوا من النهر الذى سيمرون عليه فى المنطقة بين فلسطين والأردن، وسمح لهم بأن يشربوا غرفة واحدة فقط ليرووا ظمأهم، لكنهم شربوا منه حتى ارتووا إلا قليلًا منهم، فأصبح عددهم قليلًا، أصبحوا ثمانمائة فرد بعد ثمانمائة ألف فرد. هل أنت ضعيف الإرادة؟ هل أنت لا تستطيع أن تتحكم فى نفسك عند رؤية شهوة لك؟ هل أنت مثلًا لا تستطيع أن تمنع نفسك عن شراء ملابس رأيتها وأعجبتك؟ يقول بعض الناس أنهم لا يستطيعون فعل عمل معين، فاعلموا أن قرار عدم الاستطاعة هو قرار خاطيء؛ أنتم أخذتموه بجهل لضعف إرادتكم، وهناك قصة رمزية تشير إلى هذا المعنى، وهى أن مدرب رياضي طلب من المتدرب أن يقوم بعمل ضغط مائة مرة، فأجابه المتدرب أنه لا يستطيع، فقال له: بل تستطيع، ولكن عليك أن تحاول، وفى كل محاولة كان يسقط على الأرض من التعب، ولكنه كان أيضًا يزيد فى عدد مرات الضغط إلى أن وصل إلى مائة وعشرين مرة، أى أكثر من المطلوب، ثم قال المدرب للمتدرب: "قرارك بعدم الاستطاعة كان خطأ، فأنت تستطيع، والفرق بين المرة التى فشلت فيها والمرة التى نجحت فيها هى معرفتك بقوة إرادتك"


كيف أكون قوى الإرادة؟
1. أولاً: داوم على العبادة والقرآن لأنها ستمنحك الروح، والإرادة، والطاقة.
2. ضع مهام محددة لشهر رمضان تنتوي وتصمم أن تنجزها فى شهر.
3. مارس الرياضة، ومع كل أسبوع جديد ارفع قدرة تَحَمُلَك، والدليل على هذا أنك تصوم رمضان، لأن الصيام فى حد ذاته هو إرادة.


التصفية الرابعة:
(... فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِوَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:249)
أريد أن ألفت انتباهكم أن الشاب الصغير ذا الستة عشر ربيعًا راعي الغنم لا يزال صامدًا، وهو معنا فى تصفيات المرحلة الرابعة، وهى الأصعب بين كل مراحل التصفيات. أرجوكم لا تيأسوا إذا وجدتم من كنتم تظنونهم أشداء قد سقطوا فى اختبارات وتصفيات الحياة، أكملوا أنتم النهضة والتنمية التى تبتغونها لأنفسكم ولأمتكم، واثبتوا، إذا اتفقت مع مجموعة من أصحابك أن تصنعوا الحياة، ووجدت بعضهم قد سقط فى الطريق، لا تيأس وأكمل أنت الطريق ولا تتوقف.
بعد اجتياز طالوت وجنوده النهر وجدوا أنفسهم أمام جيش جالوت وجنوده، فقال بعضهم: (... لا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ...) (البقرة:249) ولكن انتبه لم يكن هذا هو القول الوحيد بل كان هناك قول خيرة التصفيات الأربعة الذين قالوا: (...كَم مِّنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِوَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ...) (البقرة:249)، الصابرون هم من امتلكوا الصفات الأربعة، لأن الصبر ما هو إلا صفة نفسية تكتسب بممارسة الصفات الأربعة السابق ذكرها. انتبه جيدًا إلى أن هذه الآية هى خلاصة القصة؛ فنحن نسعى لإيجاد جيل يظن أنه: (...كَم مِّنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِوَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ...) (البقرة:249). ألا نجد فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم مثل هذه الخلاصة؟! ألا نجد فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم مثل هؤلاء الثلاثمائة والثلاثة عشر فرداً؟! ما الذى يمنع أن تكون أنت منهم؟! يا أخي اشتد.


نتيجة التصفيات الأربع:
(وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ المُلْكَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ (البقرة250_251 )
كما قلنا، وسنقول دائمًا فإن العبرة ليست بالكم ولكنها بالكيف، فلا يُضعفنا أننا ثلاثمائة وثلاثة عشر فردًا فقط، ولكن يقوينا أننا صابرون ممتلكون للصفات الأربعة. استمع إلى قول الصابرين الممتلكين للصفات الأربعة، حينما قالوا فى معركتهم الفاصلة: (... رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ) (البقرة:250) فكان أن كافأهم الله عز وجل ب (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ ...) (البقرة:251). انتبه إلى أن سرد كيفية إعداد الجنود الصابرين الممتلكين للصفات الأربعة المستحقين للنصر استمر لعدد من الآيات الكريمات، بينما إنجاز النصر على الأعداء وهزيمتهم جاءت فى كلمة واحدة: (... فَهَزَمُوهُمْ ...) (البقرة:251)، فلم تكن المعضلة فى قوة جالوت وجنوده، بل كانت فى ضعف بني إسرائيل، أي فى ضعفكم أنتم. هل استوعبتم أن التجهيز والإعداد النفسي للنفوس الصابرة أخذت ربعًا من القرآن الكريم، بينما النصر جاء فى كلمة موجزة، وذلك لأن إعداد النفوس هو محور الاهتمام ومحور النصر. هل نستطيع أن نحيي أمتنا ونرفع شأنها ونعزها بنفوس شباب يستمعون فيفهمون هذه القصة؟! لايزال هناك أمر لافت للنظر وهو: (... وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ المُلْكَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ) (البقرة:251) من داود هذا؟ ولم ذُكر هذا الإسم الآن ولأول مرة هكذا؟ إن داود ما هو إلا ذلك الشاب راعي الغنم ذو السادسة عشر ربيعًا، هو سيدنا داود عليه السلام، ولكنه لم يكن بعد نبيًا، و هو نفسه الذى قتل جالوت ملك العماليق الجبابرة، وهو من أصبح فيما بعد قائد بني إسرائيل، وهو الذى أنجب سليمان الذى قال: (... رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ...) (ص:35)، والمراد قوله: إن مرجع كل هذه النهضة التى حدثت فيما بعد كانت لثلاثمائة وثلاثة عشر فرداً ذوي الصفات الأربعة الصابرين بالله عز وجل. ومن ثم الآن يمكننا أن نفهم ونستوعب ونستيقن أن العبرة بالرجال وليست بالأصفار. انتبهوا أيضًا إلى قوله عز وجل عن داود عليه السلام: (...وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ المُلْكَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ...) (البقرة:251) كأنه عز وجل يقول للشباب أن الذي فعلها وقتل رأس العماليق لم يكن طالوت قائد جيش الصابرين، بل كان شابًا في السادسة عشرة من عمره، وفى هذا خطاب شديدُ الأهمية إلى الشباب، وهو "لا تستهن بنفسك، كن رجلًا حقيقيًا، وسترى ما الذي سيفعله الله عز وجل بك ولك، فكن داود".


النهاية:
كانت هذه هى قصة طالوت وجالوت، وهى من أحب القصص إلى قلبي، وأنا أهدى هذه القصة إلى كل من يقرأها. وتختم السورة ب: (... وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ) (البقرة:251) أي لولا الشجعان يدفعون الجبناء، ولولا المنضبطون يدفعون الفوضويين، ولولا ذوو الإرادة يدفعون ضعفاء الإرادة لفسدت الأرض. أين من يمتلكون الأربع صفات؟! هل من الممكن أن تربي نفسك على اكتساب هذه الصفات الأربعة؟ وهل تساعدها بعمل جداول التنمية البشرية التى تحدثنا عنها من قبل؟ أرجوكم افعلوا هذا، وخُصوا جدول الانضباط بالاهتمام الأكبر، وعَلِقُوهم فى غرف نومكم. أرجو أن تعلموا أن صيغة الاستقصاء متوافرة على الموقع الإلكترونى، بالإضافة إلى النص الكتابي للحلقة كاملة باللغة العربية واللغات الأجنبية المختلفة لكي يعلم العالم كله كيف أن ديننا وقرآننا يهتم بالتنمية البشرية.
أقول قولي هذا وأستغفر الله الغفور الرحيم لي ولكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bolbol.ahlamontada.com
 
طالوت وجالوت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المتحابون فى الله ::  اسلامنا  :: حياتى كلها لله-
انتقل الى: