المشاكل الزوجيةلا يخلو أي بيت من المشاكل الزوجية، صغيرة كانت أو كبيرة، فمن حق كل زوجة أن تغضب، ومن
حقها أن تعبر عن سخطها وتبرمها وغضبها، كما أن من حق الزوج أي يختلف مع زوجته وأن يعبر
أيضا عن سخطه، ولكن دائما يجب الاحتفاظ بخط رجعة مهما استفحلت الأمور.
فيمكن أن تنشب خناقة بين الزوجين لتصفية الحسابات والمواقف ولكن ليس على أحدهما أن يخسر
جسر الود بينهما، ومن أجل ذلك ينصح خبراء الطب النفسي كل زوجين بضرورة الحرص على
الاحتفاظ بمساحة من العلاقات الودية الصحية حتى في أثناء خناقاتهما.
ولاحظت دراسة أمريكية أجريت على 30 زوجة وزوج يتعاركون بصفة منتظمة أن الأزواج المحبين
والمتفاهمين قد يبدون الغضب عند تحاورهم أثناء أي سوء تفاهم ولكن يجب أن يحتفظا بمساحة من
العلاقات الودية الصحية حتى في أثناء الخناقة، لأن هناك أزواجا يصلوا إلى أقصى منتهى العراك
في خناقة واحدة قد تنهي كل شيء ولا تترك فرصة لبداية طيبة!!
وتوصلت الدراسة إلى أن الخناقات تعتبر من أهم المؤشرات التي تنبئ بإمكانية بقاء الزوجين معا
أو احتمال انفصالهما! فالزوجان اللذان يحافظان على مساحة من الود بينهما أثناء الخناقة الزوجية
مع بعض المرح والسخرية فلا خوف على علاقتهما من الفشل، أما الزوجان اللذان يقطعان قطعا
فاصلا بين الخناقة وذكرياتهما السعيدة السابقة ويصلان بالخناقة إلى طريق مسدود بتعنتهم
وعنادهم ومكابرتهم، فعلاقتهما مهددة بالفشل القريب.
فعلي الزوجة أن تجيد أصول لعبة الخناقة الزوجية وعليها أن تطرح هذا التساؤل: كيف أتعارك
بمودة؟؟، فعلى الزوجة أن تدخل الخناقة لتحقق سعادتها الزوجية، فهي تريد أن يعرف زوجها
أنها علي صواب ولكن يجب أن تهتم اكثر بحبها لزوجها وليس بمن على خطأ ومن على صواب.
سيدتي اعلمي أن زوجك في الغالب سيكون على استعداد للحديث عن سبب الخناقة وعن وجهة
نظره فيها عندما يشعر انك فعلا على استعداد للاستماع إليه فاظهري له رغبتك في سماع رأيه.
وبعض الزوجات يشتعلن غضبا عندما يحاول الأزواج أثناء الخناقة استخدام الفكاهة في المناقشة،
ويرى الخبراء أن ذلك ليس سيئا فهو من شأنه تخفيف حدة التوتر وإعطاء كل طرف من أطراف
النزاع الزوجي مساحة يتنفس فيها بحرية، والزوجة الذكية تستطيع إيجاد المخرج لزوجها أثناء
الخناقة حتى يشعر بالارتياح.
وعلى المرأة الذكية ألا تتصيد لزوجها كل صغيرة وكبيرة لتثور عليه بل يطلب منها أن تعطي
لزوجها حيزا معقولا من الأخطاء البسيطة التافهة وإذا صممت على الثورة فعليها أن تثور عند الأمور
الكبيرة والأخطاء الضخمة لتكون منطقية في ثورتها، وحتى لا يفقد احترامه للخناقة نفسها ويلجأ
إلى عدم الاكتراث بها.
ويجب على الزوجة الذكية والبارعة في أصول لعبة الخناقة الزوجية أن تتجنب الهجوم الشخصي بل
عليها أن تعرض سبب ضيقها بطريقة عاقلة حتى يشعر بالندم داخله ويحاول تفادي ما يزعجك في
المرات القادمة.
وعلى الزوجة الذكية تعلم النضوج والتعقل والمنطقية أثناء إدارتها للخناقة الزوجية حتى تتحكم
في مساحتها وحدودها فالهدف من دخول الخناقة أن يصل الزوجان إلى الحلول السليمة والكفيلة
بإنقاذ العلاقة الزوجية وليس إشعالها أكثر.
ويجب عليها أيضا ملاحظة لغة جسمها أثناء الخناقة مثل التلويح باليدين، أو جحوظ العينين أو
تحريك الرأس بصورة متشنجة، فهذه الحركات الغريبة قد تؤذي الطرف الآخر أكثر من الكلمات
الجارحة التي قد تصدر منك أثناء النقاش الساخن.
وإذا رأيت زوجك يطوي يديه ويثني قدميه ويلويهما أثناء جلوسه، أو يهدل أكتافه فاعلمي انه
جرح نفسيا منك أثناء الخناقة سواء بالكلمة أو الحركة ويعني أيضا انك كنت عدائية أكثر مما
تظنين.
أيضا على الزوجة الذكية، اختيار الوقت المناسب وكذلك المكان السليم لبدء الخناقة فإذا كان
يومك في العمل طويلا مجهدا ومنهكا أو عانيت ما فيه الكفاية من شقاوة أطفالك أو ارتفاع درجة
حرارة الجو ارتفاعا كبيرا فحاولي هنا تجنب انفلات شرارة الخناقة الزوجية، فهذا وقت غير مناسب
على الإطلاق لأن أعصاب الطرفين مشدودة أصلا ومتعبة فحاولي تأجيل بدء المناقشة إلي حين
تشعرين أنك في حالة أفضل نفسيا وعصبيا حتى تؤتي الخناقة الزوجية ثمارها الطيبة ولا تنقلب
لتكون إحدى العراقيل الجديدة أمام سعادتك الزوجية.
وعلى الزوجة الذكية أن تحافظ أثناء الخناقة على مساحة من الاحترام حتى لو لم يوفرها لك الطرف
الآخر نتيجة لعصبيته وتوتره لأن المصيبة تبدأ عندما يفقد الزوجان الاثنان أعصابهما معا ويتصرفان
بحدة وحماقة وتهور.
وأخيرا على الزوجة الذكية أن تعلم أن الخناقة هي ظاهرة صحية في الحياة الزوجية من أجل مزيد
من التقرب والتفاهم والحب بين الزوجين وعليها أن تردد بينها وبين نفسها "أخاصمك آه أسيبك لا".